إن ما حل بالأمة الإسلامية من تأخر واستضعاف سبقته مقدمات ممهدة، وتحدثت عنه نصوص شرعية مؤكدة، ومن خلال هذه النصوص الشرعية والمقدمات التاريخية يمكن استشراف المستقبل وتوقع أحداثه في المدى المتوسط والبعيد.
إن مستقبل الأمم يمكن توقع أحداثه واستشراف مآلاته من خلال استخدام أدوات علمية، وهذه الأدوات العلمية ينبغي أن تتصف بالرصانة وأن تكون منبثقة من الفكر الإسلامي وليست من رؤى غربية النشأة والجذور، وهو ما يعد ثغرة ينبغي أن يتصدى لها العلماء والباحثون بالدراسة والتحقيق.
من أجل هذا يهتم المركز باستشراف المستقبل؛ حيث يعمل على رسم أدوات لإعداد تصورات لما يمكن أن يقع من أحداث، وكيفية الاستفادة من ذلك في استشراف قضايا المستجدات المعاصرة، وذلك من خلال العمل في محورين رئيسين:
الأول: القيام بعملية مسح شامل في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وفي ترثنا الشرعي والإنساني، مع الدراسات المعاصرة، وإبراز أصول استشراف المستقبل وأدواته وضوابطه وقواعده ومقاصده ومحاولاته على مر التاريخ، وإصدار سلسلة علمية بهذا، وهذه سوف تسهم في تقريب وتيسير استشراف المستقبل من جذورنا العقدية وأرضيتنا الشرعية، وتضع بين أيدينا مناهج وطرائق ترشدنا إلى منهجية الاستشراف والتخطيط المستقبلي مع مفارقة النموذج الغربي في الجذور والكليات والاستفادة منه في بعض الأدوات.
والثاني: عقد ورشات عمل وإقامة ندوات لتقليب الأفكار لمحاولة تحديد ما يمكن أن يقع في قضية من القضايا أو مجال من المجالات من خلال إدراك الواقع ومآلاته القريبة والبعيدة، ووفق السنن الربانية التي لا تتبدل ولا تتحول.