بقلم د. محمد يسري إبراهيم
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده، وبعد
فإن ترويج الموبقات الأخلاقية والفواحش الجنسية عبر الأفلام الهابطة من خلال منصات إعلامية مشبوهة في الشرق العربي المسلم أمر لا يمكن فصله عن توجهات سياسية غربية تسعى لإغراق المجتمعات المسلمة في الوحل؛ ليسهل عليها إحكام السيطرة على شعوب مستعبدة للشهوات المحرمة والموبقات!
والفن الذي يسعى لإشاعة الفواحش في البلاد وبين العباد دون أن يقوم بالتحذير والتنفير ووضع العلاج ليس فنا هادفا إلا لتطبيع الرذيلة في المجتمعات، وتسويق الموبقات، وأصحابه إن كانوا مسلمين فهم ممن يشملهم قوله تعالى؛”إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة”.
والمجتمعات المسلمة والشرقية بكل فئاتها مدعوة للإنكار على هذا السقوط، ولمقاطعة الفن الهابط، وما يتضمنه من دعوات الإباحية والشذوذ، ومقاطعة من يتورطون في هذه الأعمال من المنتسبين إلى الفن!
وعلى القوى المجتمعية تحريك الدعاوى القضائية، والمطالبات الشعبية بالكف عن العبث بالفضيلة والأخلاق، وقيم المجتمعات.
إن ما آل إليه حال الأسرة في الغرب من التفكك والانهيار هو بذاته عبرة ورادع عن السير في طريق الرذيلة!
وعندما تشترك هناك عوامل من فساد العقيدة وتحريف الشريعة وانحلال الأخلاق؛فستأتي حالات الاغتصاب في اليوم الواحد والبلد الواحد بالمئات، وإجهاض أجنة الزنا بالآلاف، وأبناء الحرام بلا حصر!
إن الكيد للمرأة المسلمة بتزيين التبرج والاختلاط المستهتر بالرجال ثم العلاقات المحرمة عبر الفن الهابط إنما هو استهداف لعفتها وطهارتها!
والكيد للمجتمعات العربية بالمرأة المتهتكة وعَرضِها كبضاعة مكشوفة؛إنما هو بعض وسائل الصهيونية والصليبية العالمية في تدمير تلك المجتمعات المحافظة، ولو على فطرتها البشرية السوية فقط!
وعلى مؤسسة الأسرة المسلمة أولا، ومؤسسات المجتمع المستقلة في التعليم والإعلام والمساجد والثقافة والفكر والتربية أن تقوم بواجب تحصين المجتمعات، وتعزيز قيم الفضيلة، والرد على الأفكار المنحرفة، وإنكار المنكرات الاجتماعية، وتيسير سبل الحلال، وفتح طرق العفة والفضيلة للشباب والفتيات كافة.
وأخيرا فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن!
وإن حكام بلاد المسلمين ومسئولي الأجهزة الرسمية في الوزرات وغيرها موقوفون غدا بين يدي الله تعالى وهو سائلهم عن رعيتهم بما أباحوا وأتاحوا من المنكرات، وبما روجوا للانحرافات، أو سكتوا عنها تحت أسماء الفن أو الترفيه أو السياحة أو الرياضة وغير ذلك.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: “كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته”.