عقد مركز الشهود الحضاري للدراسات الشرعية والمستقبلية في اسطنبول ندوة مهمة يوم السبت الموافق 30 يوليو 2022م عن شخصية سيد قطب ومشروعه الفكري، ومكانته الأدبية والفكرية والتفسيرية؛ حيث جاءت تحت عنوان: “قواعد حاكمة لقراءة سيد قطب”، تحدث فيها د. وصفي عاشور أبو زيد، رئيس المركز.
وتناول أبو زيد طرفًا من حياة سيد قطب ونشأته وتطورها، وأنه نشأ في أسرة محافظة مهتمة بالقرآن الكريم كما ظهر ذلك في إهدائه لكتاب: “التصوير الفني في القرآن”، وكتاب: “مشاهد القيامة في القرآن”، فضلا عن أن بيئة الصعيد التي ولد فيها ونشأ – ولد عام 1906م بقرية موشا في محافظة أسيوط بصعيد مصر – بيئة محافظة وملتزمة.
وأكد على أن سيد قطب له قيمة أدبية مرموقة بين أدباء ونقاد عصره، وظهر نبوغه مبكرا وهو طالب بكلية دار العلوم، وأثنى عليه أساتذته ثناءات أكبر من سنه بكثير، وصارع في الساحة الأدبية كبار الأدباء والنقاد من أمثال مصطفى صادق الرافعي وغيره.
المكانة الأدبية والفكرية
وأشار وصفي أبو زيد إلى المكانة الفكرية العظيمة لسيد قطب، وأنه أحد أبرز منظري الفكر الإسلامي في القرن العشرين، ومثَّل مشروعه الفكري خطورة عظمى على المشروع الغربي الصهيوأمريكي، حتى قال هنري كيسنجر – أحد ثعالب السياسة الأمريكية حسب وصفه – في كتابه: “النظام العالمي”: “إن كتاب معالم في الطريق بيان حرب على النظام العالمي القائم”؛ حيث دعا سيد قطب لتغيير جذري ينطلق من العقيدة ويُستمد من الشريعة، ولا يلتقي في منتصف الطريق مع النظم والأنظمة الأخرى.
كما بين مكانته في تفسير القرآن الكريم، والقيمة العلمية لكتاب: “في ظلال القرآن” وأنه تجربة فريدة في التعامل مع القرآن تحقق مقاصده، وتستهدف تحقيق غايات إنزاله، وأن المختصين في التفسير وعلوم القرآن حاروا في تصنيفه وتسكينه في أي مدرسة من مدارس التفسير؛ لما له من شمولية استُمدت من القرآن الكريم نفسه.
قواعد عشر لقراءة مشروع سيد قطب
ومن أهم ما جاء في المحاضرة إيراد قواعد عشر للتعامل مع تراث سيد قطب وقراءة مشروعه الفكري، مع الحديث عن كل واحدة منها ببيان أهميتها وطبيعتها، وتطبيقها على مشروع سيد قطب، وهي:
القاعدة الأولى: إدراك السياق الذي وجد فيه.
القاعدة الثانية: قراءة المشروع كاملا لاتضاح الرؤية.
القاعدة الثالثة: ضم الكتابة إلى الشهادات والمواقف.
القاعدة الرابعة: التفريق بين مرحلتين في حياته.
القاعدة الخامسة: التفريق بين نص كلامه ولازم كلامه.
القاعدة السادسة: القراءة له قبل القراءة عنه.
القاعدة السابعة: القراءة عنه عند الجميع وليس لتيار بعينه.
القاعدة الثامنة: التجرد وعدم الدخول بقناعات سابقة.
القاعدة التاسعة: الإنصاف والاعتدال في الحكم على مشروعه.
القاعدة العاشرة: بشرية سيد قطب.
أسئلة مهمة
وفي حتام المحاضرة أورد بعض الأسئلة الملحة التي دائما ترد عند ذكر سيد قطب، وهي أسئلة: الحاكمية، والجاهلية، والعزلة الشعورية، والتكفير، وبين كل ما يتعلق بهذه الأسئلة والجواب عنها.
وشدد أبو زيد على أن سيد قطب لم يكفر الناس، وأنه بنفسه نفى عن
نفسه هذه التهمة، وكل من لقيه أو سمع منه أو سأله عن ذلك، نفاه له عن نفسه بشدة وحسم، وكل ما في كتاباته مما قد يفهم منه هذا محمول على النظم التي تحكم بغير شريعة الله عن عمد وقصد، ولا تصدر في كل نظمها وتصرفاتها ودساتيرها عن عقيدة الإسلام وشريعته.
وتفاعل الحضور مع المحاضرة من خلال أسئلتهم ومداخلاتهم التي أغنت اللقاء بما يتناسب مع شخصية مثل سيد قطب لم تغب عن الساحة الفكرية والإعلامية، ونشرت الندوة كبث مباشر على صفحة المركز بالفيسبوك.
يذكر أن سيد قطب توفي 29 أغسطس 1966م بالإعدام شنقا، بتهمة قيادة تنظيم مسلح لقلب نظام الحكم، وهو شخصية مثيرة للجدل الفكري والإعلامي، وكل فترة تبرز أفكاره على السطح من خلال أنظمة وعلماء ومفكرين وكتاب وإعلاميين.
Официальный Сайт: pin up zerkalo – pinco
pin-up casino giris pin up azerbaycan pinup
http://sweetbonanzatr.pro/# sweet bonanza
pinup bet and casino