سنن الله في الأمم من خلال القرآن الكريم

مراجعة علمية نقدية

أ.د خالد فهمي – كلية الآداب/جامعة المنوفية (مصر)

مدخل: ملمح مزدهر!

كان للصحوة الإسلامية التي صاحبت الربع الأخير من القرن العشرين الميلادي أثرها في العناية بتطوير أصول الفقه من جانب، ودعم بحوث المقاصد وأسرار الشريعة من جانب آخر سعيا لتحسين الأوضاع المجتمعية للمسلم المعاصر.

والحقيقة أن الحركة الإسلامية كان لها الأثر الإيجابي في التوجيه إلى فحص الكتاب العزيز والسنة المشرفة من منظور جديد يرعى العناية باستخراج السنن الإلهية التي بثها القرآن الكريم فيما تضمنه من آيات، ولاسيما آيات القصص الكريم.

أولًا: الوصف الببليوغرافي للكتاب، ومادته، وانتماءاته المعرفية، وقيمته.

 الوصف الببليوغرافي

أصل هذا الكتاب رسالة حصل بها صاحبها الدكتور حسن بن صالح الحميد على درجة الدكتوراه جامعة الملك سعود؛ بإشراف الدكتور ناصر العمر، سنة 1414هـ (=1993م) ثم صدرت في كتاب عن دار الفضيلة بالرياض، ودار الهدي النبوي بالمنصورة، بجمهورية مصر العربية، سنة 1432هـ (= 2011م)، وقد تضمن إحالات مرجعية في آخره من الصفحة 721 إلى 732..

مادة الكتاب

تضمن هذا الكتاب مقدمة وتمهيدًا وأربعة أبواب كما يلي:

-المقدمة تناولت التعريف بموضع الكتاب، وأسباب اختياره للمعالجة، وخطة تناوله، والإجراءات المنهجية البحثية التي اتبعها.

والحقيقة أن المقدمة تمثل جزءًا منهجيًا بالغ الأهمية لأي عمل علمي ولاسيما إذا كان ذا صبغة أكاديمية.

وقد أخلت هذه المقدمة ببيان فرضية هذه المقدمة ببيان فرضية الموضوع، ومشكلته، وأسئلته التي استصحبها الباحث عند إنجازه الموضوع، وأخلت بتحليل الدراسات السابقة في مجالها ونقطتها البحثية الضيقة.

-التمهيد عالج فيه أربعة مداخل عرف في أولها مصطلحات العنوان، وفرق ثانيها وثالثها بين سنن الله في الأمم وسننه سبحانه في الكون المادي، وبين سنن الله في الأفراد وسننه سبحانه في الأمم، وتوقف في الأخير أمام محددات أهمية معرفة السنن ودراستها.

ثم جاءت أربعة الأبواب كما يلي:

  1. خصائص سنن الله في الأمم ومنهج القرآن في عرضها، وتوزع على فصلين كما يلي:

1-خصائص سنن الله في الأمم: الثبات والاطراد، والعموم والشمول، والارتباط بالكسب البشري، وانتظامها في وحدة واحدة.

2-منهج القرآن في عرض سنن الله في الأمم.

  1. مجالات سنن الله في الأمم، وتوزع على تمهيد وخمسة فصول هي:

1-مجال الحماية والوقاية.

2-مجال الابتلاء والتمحيص.

3-مجال التحذير والتهديد.

4-مجال الجزاء.

5-مجال الكشف والإبانة.

  1. آثار رعاية السنن، وتوزع على تمهيد وفصلين:

1-آثار رعاية السنن.

2-عواقب الإعراض عن السنن.

  1. طريق الخلاص، وتوزع تمهيد وثلاثة فصول هي:

1-فقه السنن.

2-التفاعل مع السنن وتطبيقها.

3-ضمان الاستمرار.

وفحص مادة هذا الكتاب يكشف عن حرص ظاهر على الاستيعاب للمسائل، وتدرج في معالجتها مع الحرص على الترابط الموضوعي والمنطقي.

وإن كان ثمة ملحوظات شكلية تتعلق ببناء التصميم والخطة، تمثل أظهرها فيما يلي:

أولا: غياب التناسب الكمي والعددي بين فصول أبواب الكتاب، وهو ما ظهر بصورة جلية في التوزيع العددي لفصول الأبواب التي توزعت على (2؛5؛2؛3) على الولاء والترتيب.

ثانيا: غياب النطاق المنهجي لمعالجة الأبواب، بحيث غاب تعيين طبيعة المعالجة الاستقرائية التحليلية في عنوان كل باب من الأبواب الأربعة.

ثالثا: وقوع تكرار بين عنوانات بعض الأبواب والفصول المندرجة تحتها، وهو ما نرى مثالا عليه في عنوان الباب الثالث (آثار رعاية السنن) الذي تكرر وجاء عنوانا للفصل الأول من الباب نفسه بلا أي تغيير أو تمييز.

الانتماءات المعرفية للكتاب

تكشف قراءة هذا السطر وتحليل مادته عن جملة انتماءات معرفية تتناوعه أصالة وتبعية، وبيان هذه الانتماءات المعرفية مهمة جدًا لتحصيل حقائقه من جانب ومهمة كذلك عند تشغيل هذه الحقائق في الواقع العملي.

أولا: حقل دراسات التفسير، ولاسيما التفسير الموضوعي الذي يظهر من جمع آيات السنن الإلهية في الأمم، وتحليلها.

ثانيا: حقل دراسات علوم القرآن الكريم، وهو الأمر الذي يدعمه استدعاء مناسبات آيات السنن في الأمم، والأحداث التي لابست تنزلها الكريم.

ثالثا: حقل دراسات علم اجتماع الدين، الذي يتجلى في توقف الكتاب في عدد من فصوله ومباحثه أمام سنة الله تكون الأمة، وفي التدافع، وسننه في النصر والهزيمة، وطبيعة تكون النخبة(=الملأ) في المجتمعات.

رابعا: حقل دراسات لغة القرآن الكريم، وهو ما نلمسه في المباحث التي توقف فيها الكتاب أمام منهج القرآن الكريم في عرض سنن الله في الأمم أسلوبا وصياغة.

خامسا: حقل دراسات أصول الفقه، فيما يتعلق بالأدلة الشرعية الكلية من جانب، وفيما يتعلق بفحص “حكمته الجارية مع الأسباب المقتضية لمسبباتها، كما قدرها وأجراها، وهى عادته- تعالى – بمقتضى حكمته”

وتحليل القضية المحورية لهذا الكتاب تنتمي بحوث العلة والحكمة والسبب وهى جميعا مسائل وقضايا أصولية بامتياز، ولاسيما في جانب الأحكام، والاستنباط من الكتاب العزيز لما من شأنه أن يقوم الانحرافات التي حصلت للأمة فتراجعت بسببها.

وينضاف إلى الكشف عن ذلك تحليل خطاب المصادر الأصولية التي اعتمدها المؤلف من بداية عمله.

سادسا: حقل دراسات المقاصد، وهو الحقل الذي نال درجات عناية متنامية في العقود الأخيرة.

والسنن في حقيقة الأمر يمكن أن تكون مرادفة للمقاصد، وهو الأمر الذي يظهر بصورة بالغة الوضوح في هذا الكتاب؛ ذلك أنه يلح على أن الكتاب العزيز يتجه إلى تكريم الإنسان، وتمييزه بالعقل، ويتجه إلى العناية بمصلحة وانتظام شئونه، وتكافل حياته والأطراف التي تحيط به في الأسرة وغيرها.

وكل هذه السنن هي عين المقاصد التي يرعى حضورها الشرع الكريم، ويلح الكتاب العزيز في أحكامه وقصصه ومجمل هديه عليها.

ويدعم هذا الانتماء عدة محاور هي:

أ-الجهاز الاصطلاحي المستعمل في بناء الكتاب، وتحليل مسائله.

ب-خطاب المقدمة والتمهيد الذي حرص المؤلف فيهما على بيان مقاصد الشرع الكامنة في سنن الله في الأمم.

ج-تحليل خطاب المصادر والمراجع الذي يكشف عن استثمار عدد كبير منها في تأسيس مادة الكتاب، والتدليل على مسائله، وتحليلها.

سابعا: حقل دراسات العقيدة؛ ذلك أن البحث في سنن الله في الأمم هو بحث بالضرورة في حكمة الله تعالى، وبحث في قيوميته، وبحث في كونه خالقا، ومصلحا لخلقه، وبحث في هدايته للبشرية، وبحث في عدله سبحانه.

ثامنا: حقل دراسات تاريخ الأفكار ونقدها؛ وهو الأمر الذي ينعكس جليا من خلال مجموعة الأفكار التي تنتقل من حقبة إلى أخرى في تاريخ البشرية؛ فضلا عما يظهر في عدد من مواضع تحليل القضايا اللجوء إلى المعلومات التاريخية التي صاحبت البشر في تقلباتهم على امتداد العصور.

تاسعا: حقل دراسات الحضارة، وفحص ما به ارتقاء الإنسان في ميادينها، وما به تراجعه وانتكاساته بسبب مخالفة القوانين الإلهية التي بثها الله في الوجود وتضمنها كتابه العزيز.

عاشرا: حقل دراسات الفقه الإسلامي، وهو ما ظهر من امتلاء الكتاب بعدد من الأحكام العملية مستصحبة أدلتها التفصيلية.

والحقيقة أن التلبث أمام هذا المطلب الفاحص لانتماءات هذا الكتاب المعرفية يمكن أن يقود إلى جملة أخرى من هذه الانتماءات المعرفية الحاكمة له، من مثل: حقل دراسات المجتمع العربي، وحقل دراسات التربية، وحقل دراسات علم نفس الشعوب، وحقل دراسات الاحتلال وأثره المدمر في الشعوب الإسلامية، وحقل دراسات الثقافة.

 مقالة في خطاب القيمة

يحوز هذا الكتاب عددا من العلامات التي ترقى بقيمته، وتفتح الآفاق الممتازة لاستثماره، وهي على وجه التعيين والتركيز ما يلي:

أولا: انتماء الكتاب إلى نمط الأعمال الأكاديمية، فهو كما سبق ذكره رسالة علمية نال بها المؤلف درجة الدكتوراه، من جامعة الملك سعود، وهو ما يعني خضوعها لنمط من الإشراف العلمي، والتحكيم الأكاديمي.

ثانيا: حصول الوعي بطبيعة النقطة البحثية محل الدراسة، والاحتشاد لها بدءا من جمع المادة، وتصنيفها، وتحليلها وانتهاء باستخراج نتائجها والتدليل عليها.

ثالثا: ظهور الاعتماد على مجموعة متنوعة وأصيلة من المصادر والمراجع.

رابعا: تنوع الانتماءات المعرفية التي حكمت هذا العمل العلمي.

 ثانيًا: خطاب الفوائد وآفاق الاستثمار

من المسائل بالغة الأهمية في المراجعات العلمية الوقوف أمام خطاب الفائدة، أو ما يمكن تسميته بخطاب المتبقي الذي يمكن أن يكون مادة استثمار للمستعمل المعاصر، والمستعمل المستقبلي.

والحقيقة أن هذا العمل العلمي زاخر بالكثير من الفوائد التي تمثل ثروة معرفية نافعة لقطاعات من المستعملين الذين يرومون إصلاح المجتمع، وترقية المسلم المعاصر:

أولا: تنوع خطاب الانتماءات المعرفية التي لا تتنازع هذا الكتاب مما يعني أنه نافع ومثمر لقطاعات من الجماهير المسلمة في مناطق عديدة من العمل الإسلامي الفكري، والاجتماعي والتربوي والحضاري.

ثانيا: استيعاب القول في السنن الإلهية الحكامة لحركة الأمم، وهو الأمر الذي يتجلى في فحص السنن التالية:

أ-سنة الله في التدافع بين الحق والباطل.

ب-سنة الله في الدفاع عن الذين آمنوا.

ج-سنة الله في التمكين والاستخلاف في الأرض.

د-سنة الله في أن وجود المصلحين شرط في ترقي الأمم.

هـ-سنة الله في عدم استواء الخبيث والطيب.

ثالثا: ظهور الوعي بطبيعة الكتاب العزيز، وأنه كتاب تأسيس للحياة القويمة.

سابعا: تصحيح عدد كبير من الأوهام الثقافية من مثل نقض الربط بين الكفر وتمكن الغرب من أسباب القوة المادية.

خامسا: ظهور الوعي بالفروق بين سنن الله المادية، وسننه في الأفراد وسننه في الجماعات والأمم، ومن جملة الوعي في هذا المحدد الوعي بخصائص نوع من هذه الأنواع.

وقد توصل الكتاب إلى الفروق التالية:

أ-سنن الله في المادة تجري وتقع بطريق القهر، أما سننه في الحياة الإنسانية فهي سنن مرنة (غير قهرية)، وتمنح الإنسان وقتا ومهلة لتعديل سلوكه.

ب-انتظام عمل السنن الإنسانية في حياة الأمم، والأفراد، فهي منظومة واحدة، وهو ما يعني أن السنن المتعلقة بالإنسان لا تصح تجزئتها وذلك أن الإنسان ظاهرة مركبة معقدة.

ج-اتصاف السنن الإلهية في الإنسان بالاطراد وعدم التخلف، في حين أن سنن الله في الكون المادي قد تنخرق إذا أراد لبيان طلاقة قدرته سبحانه.

سادسا: الوعي بحقيقة كون الكتاب العزيز مشتملا على أصول السنن التي تنظم حياة الأمم، والجماعات، وهذه السنن الأصول ماثلة فيما يلي:

أ‌-        الإيمان هو القيمة الكبرى في هذا الوجود، وهو خالق الأمن والسكينة ومانح القوة والثبات، وسبيل إحراز النصر في الحياة.

ب-ديمومة المدافعة بين الحق والباطل، وانتشاره في المكان.

ج-صلاح الأمم مرهون بأمرين:

–         وجود المصلحين، وهم الأنبياء وأنصارهم وأتباعهم.

–         انقياد الأمة للمصلحين.

سابعا: الوعي بطريق الخروج من التيه، وهو الطريق الذي تترسم علاماته فيما يلي:

أ-نشر العلم النافع.

ب-التوسع في الحركة الاصلاحية، أو العمل النافع الصالح.

ج-الحفاظ على بقاء ثمرة الاصلاح في الناس.

د-ضرورة استبقاء الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والجهاد في سبيله بكل السبل الممكنة.

هـ- التعاون على البر والتقوى.

ثامنا: ظهور الوعي بضرورة فقه السنن في ضوء الأسس التالية:

أ-التوحيد الخالص الإيجابي لله تعالى.

ب-تحصيل قوانين التسخير التي بثها الله في الوجود، وذللها للإنسان.

ج-الربط بين عمل السنن الإلهية في الأمم وتثميرها من طريق التزكية وترقى الأخلاق من جانب، والسعي نحو العمران والترقي المادي من جانب آخر.

تاسعا: العناية بوجوه التطبيق التي تحرص بيان عمل السنن الإلهية في الأمم، وهو أنتج أمثلة عملية تطبيقية متعددة في الكتاب عمل المراجعة.

وفي هذه النقطة يستثمر المؤلف القرآني فيقف وقفات مطولة أمام قصص الأمم السابقة، فيحلل مواقفها، وقراراتها في الحياة ويستخرج من خلال ما يقصه الكتاب العزيز عنها- السنن الإلهية التي حكمت مسيرتها.

عاشرا- الوعي بأن التخطيط في الأمة ينبغي أن يستصحب قوانين القرآن وسننه في الأمم والجماعات.

ولعل أخطر هذه السنن الإلهية هي أن الإصلاح والترقي لا يكون إلا من طريق الاجتهاد والكسب البشري والضرب في دروب الحياة الأرض.

ثالثًا: موجز خطاب التقديم والفقه

لا ينهض الاستثمار الحق لهذا الكتاب من دون تقديم رؤية نقدية تهدف إلى الإسهام في تحسين أمره في طبعة تالية:

ومما يحتاج إلى تحسين ما يلي:

أولا: ظهور كثير من التمهيدات، مع طولها، وهو الأمر الذي يرهق القارئ المعاصر وربما فوت عليه الوعي بالمسائل الأساسية في الكتاب.

ثانيا: حاجة بعض الفصول والمباحث إلى أن تكون مجرد هوامش، فالفصل الخاص بمنهج القرآن في عرض السنن يمثل نوعا من الاستطراد، كان يكفي فيه أن يكون مبحثا صغيرا في التمهيد.

ثالثا: جاءت أغلب التطبيقات تاريخية، لم تشتبك مع مشكلات الأمة المعاصرة ولاسيما على المستوى الاجتماعي بما فيه من فقر، وتمييز عنصري، والمستوى السياسي بما يغلب عليه من استبداد وظلم.

رابعا: عدم ضبط عنوانات الفصول والمباحث، فقد جاءت في الغالب غير منهجية.

خامسا: غياب الكشافات أو الفهارس، ولاسيما كشافات المصطلحات الأصولية والمقاصدية، وغيرها.

سادسا: شيوع الإنشائية في الباب الرابع المخصص للواقع المعاصر في الأمة، وغياب الإحصاءات الداعمة لمقولات النقدية للواقع الاجتماعي والسياسي في مصر وتركيا، هما المثالان اللذان اختارهما المؤلف للتطبيق على فكرة الأعراض المترتبة على عدم رعاية سنن الله في الأمم كما جاءت في القرآن الكريم.

سابعا: غياب توثيق عدد كبير من الاستشهادات، ولاسيما الشعرية.

ثامنا: غياب المعالجة والصياغة الموضوعية في بعض المواطن من الكتاب والخضوع لنوع من الصياغات الخطابية (انظر مثلا ص515).

تاسعا: استعمال التاريخ الميلادي وحده، وكان يستحب اقتران ذلك بذكر التواريخ الهجرية.

عاشرا: إطلاق دعاوي تاريخية من غير تمحيص أو إقامة الدليل عليها من مثل: رأيه في سعد زغلول وتعاونه مع الاحتلال، وأنه صنيعته!

حادي عشر: غياب مصادر مهمة صدرت قبله من مثل: سنن القرآن في قيام الحضارات وسقوطها في القرآن، لمحمد هيشور الذي كان في أصله رسالة للدكتوراه حصل عليها صاحبها من كلية الآداب، جامعة عين شمس.

المراجع:

–         سنن الله في الأمم من خلال القرآن الكريم، للدكتور حسن بن صالح الحميد، مكتبة الفضيلة، الرياض، المملكة العربية السعودية، ومكتبة الهدي النبوي بالمنصورة، جمهورية مصر العربية، سنة 1432هـ=2011م.

الكليات الشرعية في القرآن الكريم

للدكتور الحسن الحريفي: مراجعة علمية نقدية

أ.د خالد فهمي – كلية الآداب -جامعة المنوفية (مصر)

مدخل: نحو إعادة الاعتبار للمراجعات العلمية!

من المهم جدا أن يعمل المشتغلون بالعلم في الحقول المعرفية المختلفة أن يراكموا منجز المراجعات العلمية، كل في حقل اختصاصه، بعد زمان من الاستهانة بهذا الجهد العلمي؛ ذلك أنه قد استقر الأمر على اعتبار المراجعات العلمية” أعمالا علمية في حد ذاتها”، يقول الدكتور حشمت قاسم، رحمه الله،(ت 1439هـ=2017م): تعد المراجعات العلمية: “بما تنطوي عليه من جهد تركيبي أعمالا علمية في حد ذاتها” [المراجعات العلمية ودورها في تحول المعلومات إلى معرفة، د. حشمت قاسم، مجلة دراسات عربية في المكتبات والمعلومات مج (3) ع(2) مايو 1998م](1/11).

والحقيقة أن حقل دراسات “المقاصد” في طور التأسيس الثاني الذي شهده العصر الحديث من أكثر الحقول المعرفية احتياجا لبحوث المراجعات العلمية بما هي بحوث تنطوي على جهود تركيبية، لاعتبارات كثيرة، ولغايات كثيرة، من أهمها ترشيد الجهود في مجال دراسة قضاياه، ومسائله.

أولًا: الوصف الببليوغرافي للكتاب، والمادة، والانتماءات المعرفي، والقيمة

 الوصف الببليوغرافي.

هذا كتاب: الكليات الشرعية في القرآن الكريم، لمؤلفه الدكتور الحسن الحريفي الصادر عن دار ابن القيم بالدمام بالمملكة العربية السعودية، ودار ابن عفان بالقاهرة، في طبعته الأولى سنة 1423هـ=2003م في جزأين من (714ص)، وتضمنت إحالات مرجعية والكتاب في أصله كان رسالة علمية حاز بها صاحبها درجة الدكتوراه.

 مادة الكتاب

وقد تضمن الكتاب مادة علمية معتبرة في هذا المجال الذي توجه لخدمته، وقد توزعت هذه المادة على ثلاثة أبواب كما يلي:

-الباب الأول: كليات في الاعتقاد، وتكسر على فصلين هما:

1- ﴿ليس كمثله شيء وهو السميع البصير﴾.

2- ﴿ما فرطنا في الكتاب من شيء﴾

-الباب الثاني: كليات في مقاصد الشرع، وتكسر على ثلاثة فصول هي:

1- ﴿وما خلقنا الجن والإنس إلا ليعبدون﴾

2- ﴿أصلح ولا تتبع سبيل المفسدين﴾.

3- ﴿وما جعل عليكم في الدين من حرج﴾.

-الباب الثالث: كليات في الطاعة والجزاء، وتكسر على ثلاثة فصول هي:

1- ﴿أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم﴾

2- ﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره﴾

3- ﴿إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا بأنفسهم﴾.

1/3 الانتماءات المعرفية للكتاب.

يوشك هذا المطلب أن يكون أمرا أساسيا متعدد النفع للقارئ المعاصر من جانب، وللإعانة على الضبط المعرفي لحدود عدد من الحقول المعرفية المتداخلة.

والحقيقة أن فحص هذا الكتاب بعناصره ومكوناته المختلفة من العنوان، والمادة والمعالجة يكشف عن جملة من الانتماءات المعرفية الأصيلة والتبعية التي تتنازع أمره، وهي كما يلي:

أولا: حقل علم أصول الفقه.

وهو انتماء معرفي ظاهر جدا يؤكده الجهاز الاصطلاحي المحوري الذي يعتمده الكتاب بدءا من المصطلح المركزي: “الكليات” بالإضافة إلى مصطلحات الأحكام وغيرها.

ثانيا: حقل علم مقاصد الشريعة.

وهو انتماء معرفي أصيل يهدف إليه الكتاب، وهو انتماء يدعمه ما جاء في التقديم من أنه يتوجه إلى فحص: “مقصود الشارع من أحكامه” (ص12).

والدلائل على ذلك الانتماء كثيرة جدا، وهي ظاهرة في افتتاح الكتاب بتحرير مفهوم الكليات في اللغة والاصطلاح، وهو المصطلح المركزي في علم المقاصد الشرعية بالأساس، والإضافة إلى تصميم الكتاب وتوزيعه على ثلاثة أبواب تجرد الكليات موزعة على الاعتقاد، ومقاصد الشرع والطاعة والجزاء فضلا عن تحليل خطاب مصادر الكتاب التي اعتمد عليها.

ثالثا: حقل دراسات الشريعة.

وأقصد بها ما كان له علاقة بالفقه الإسلامي، والخصائص العامة للشريعة.

رابعا: حقل الدراسات القرآنية والتفسيرية

وهو انتماء معرفي تعكسه العناية بمادة الدراسة محل التحليل وهو الكتاب العزيز، حيث يشيع في هذا العمل العلمي توظيف كثير من القواعد والمبادئ والمعايير المتعلقة بطبيعة الكتاب العزيز مما ينتمي إلى حقل علوم القرآن وخصائص المكي والمدني من جانب وحقل التفسير وأصوله من جانب آخر.

واستمرار فحص الكتاب يكشف كذلك عن جملة أخرى من الانتماءات المعرفية غير الخافية، التي يمكن أن تعد انتماءات تبعية من مثل:

أولا: حقل المصطلح الأصولي والمقاصدي، وهو الأمر الذي يدعمه ظهور عدد معتبر من مصطلحات علمي الأصول والمقاصد.

ثانيا: حقل الدعوة الإسلامية، وهو الأمر الذي يمكن أن نراه من خلال ما يمكن أن يحصله الداعية المسلم من قضايا ومسائل تعمق من ثقافته القرآنية والأصولية والمقاصدية والفقهية.

ثالثا: حقل علم اجتماع الدين؛ ذلك أن الكتاب يمنح قارئه مادة ممتازة تطور حركته بين المدعوين المستهدفين، ومن ثم تنتج أثرا إيجابيا متوقعا في توطين تفعيل المقاصد في ترقية الوعي الإسلامي العام.

رابعا: حقل علم القواعد، وهو امر ظاهر جدا في استثمار الكتاب بدءا من التقديم –عددا كبيرا من القواعد الأصولية.

خامسا: حقل علم الأخلاق القرآنية، والتزكية.

أهمية الكتاب وقيمته

يمثل هذا الكتاب أهمية حقيقية في مجال حقله المعرفي من جانب، وللدليل الإرشادي المنشود من جانب آخر، وتنهض هذه الأهمية التي تمنحه قسمته على الأعمدة التالية:

أولا: موضوعه الذي يتخذ من الكتاب العزيز – بوصفه أصل الأصول والمرجعية الكبرى- أصلا.

ثانيا: صموده إلى استيعاب القول في الكليات موزعة على الاعتقاد، والشرع والطاعة والجزاء.

ثالثا: صدور الكتاب عن عمل أكاديمي يفرض ابتداء قدرا أوليا من الانضباط المهني والخضوع لنوع تحكيم وتقويم بحكم طبيعة الدراسات الأكاديمية التي تسعى لطلب شهادة جامعية عليا.

رابعا: اعتماد الكتاب على “خطاب مصادر” يتسم بالتنوع الذي يشتبك مع المصادر الأصولية والتفسيرية والقرآنية والفقهية والاعتقادية واللغوية، ويتسم أيضا بالأصالة، حيث يكشف تحليل خطاب المصادر عن اعتماد الكتاب على عدد معتبر من المصادر الأصلية في حقل اختصاصها، ويتسم كذلك بالعصرية، حيث لم يغب عن الكتاب استثمار عدد معتبر من المصادر الحديثة التي تمثل إضافات حقيقية في هذا المجال ولاسيما مصادر المكتبة المقاصدية، وهو ما كشف عن حضور معتبر للكتابات المقاصدية للأعلام من مثل: محمد الطاهر بن عاشور (ت 1393هـ=1973م) (مقاصد الشريعة).

خامسا: الانفتاح على المذاهب والتيارات الفكرية قديما وحديثا، وهذه النقطة تمثل أهمية خاصة للقارئ المعاصر تحقق له نوع اطلاع على الأبعاد الموسوعية التي ينبغي أن يحرص عليها المتعامل مع التراث الإسلامي من جانب، وتقاوم ذلك الاستقطاب الحاصل المستشري في المجتمعات الإسلامية المعاصرة من جانب آخر.

وهذه الخصائص الخمسة تمنح هذا الكتاب قيمة معتبرة في هذا الميدان.

ثانيا: تحليل خطاب الفوائد وآفاق الاستثمار المعاصر

يكشف تحليل مادة كتاب: الكليات الشرعية في القرآن الكريم عن حزمة كبيرة من الفوائد التي يمكن عدها فوائد أو نقاط تؤسس لآفاق الاستثمار المعاصر في دعم تطوير بحوث مجال المقاصد الشرعية، وترقية الوعي بقضاياه ومسائله.

ويمكننا جرد هذه الفوائد في صورة نقاط متسلسلة ليسهل استرجاعها، وتحصيلها كما يلي:

التوسع في مفهوم الكليات الشرعية لتغطي المساحات التالية:

أ-الأصول الشرعية.

ب-القواعد الشرعية.

ج-القواعد الكلية العامة.

د-العموميات الشرعية.

هـ-المقاصد الشرعية (انظر ص 17-18)

جرد الخصائص العامة للكليات الشرعية، وهي: الشمولية والعموم، القطعية في الدلالة والثبوت، والأحكام بما يعني انتفاء التشابه وانتفاء النسخ، بحيث تبقى محكمة.

الانطلاق من فحص كليات القرآن الكريم يمثل ركيزة أساسية ويكشف عن وعي حقيقي بطبيعة الكتاب العزيز الذي يمثل المرجعية الأساسية الجامعة والمتضمنة للأصول والكليات.

الانطلاق من رؤية اجتهدت في جمع الكليات تحت أبواب ثلاثة هي:

أ-الاعتقاد، وهدفها تنظيم دائرة الاعتقاد والتصور (ص29)

ب-مقاصد الشرع من الخلق، ووضع الشريعة لهم.

ج-المطلوب من المكلفين وترتيب الجزاء على الطاعة وعدمها.

والحقيقة أن هذا التقسيم في حاجة إلى نظر في ظل ثلاث تقسيمات قائمة في تاريخ النظر المقاصدي وهى:

أولا: التفسير الخماسي الذي ينهض على عدد الكليات في ارتباطها بحفظ الدين والنفس، والعقل، والمال، والعرض.

ثانيا: التقسيم السداسي الذي ينهض على عدد الكليات السابقة في (أولا) مضافا إليها مقصد الحرية، وهو المقصد الذي نتج من عناية المغاربة المقاصديين على التعيين.

ثالثا: التقسيم الثلاثي الذي ينهض على عدد الكليات في توزعها على:

أ-التوحيد.

ب-التزكية.

ج-العمران.

وهو التقسيم الثلاثي الذي كان ناتج نوع من إرادة التجديد الأصولي في منجز الدكتور جابر العلواني رحمه الله.

5- ظهور الوعي باتساع معالجة الكليات الاعتقادية في كل الكتاب العزيز مع تقدير تفاوت المعالجة كميا تبعا لنوعي القرآن العظيم، وتوزعه على المكي والمدني، زيادة وتناميا في الأول، وتراجعا وانخفاضا في الأخير ليستقر في العقل المسلم أن الكتاب العزيز كتاب اعتقاد بالأساس لا يمكن تصور غياب عنايته بهذه القضية في كل قسميه.

6- ظهور العناية بما يمكن تسميته” المنظور الحضاري” الذي سماه الكتاب “فقه الكليات”، وهى عناية توجهت لرصد أثر هذه الكلية أو تلك في مسيرة التثمير الإنساني إيمانيا وأخلاقيا وحركيا [انظر: ص51، 231؛ 257].

7- ظهور العناية برصد علامات خطاب قيمة الكليات، وما ينتج عنها من قيم إيمانية ومعرفية وأخلاقية من مثل ما رصده الكتاب من قيم أنتجها فحص كليات الاعتقاد في الكتاب العزيز كما يلي:

أ-معرفة الله تعالى بوصفها مركز مقاصد الكتاب العزيز.

ب-توجيه الاعتقاد للواقع والوجود.

ومن مثل ما رصده الكتاب من قيم أنتجها فحص كليات العبادة في القرآن الكريم مما تمثل في كون عبادة الله تعالى من أعظم مقاصد من خلق الإنس والجن.

8-ظهور العناية بالجوانب التطبيقية التي تدور في فلك هذه الكلية الشرعية أو تلك، وهذه العناية بالجوانب التطبيقية تمثل أهمية ظاهرة تكشف عن فهم لطبيعة الإسلام، بوصفه دينا عمليا وإيجابيا يقتحم مشكلات الحياة، ويتقدم لطرح الحلول لها من جانب، وتكشف أيضا عن فهم لطبيعة العقل المسلم المعاصر الذي يحتاج إلى نطاقات عملية تهدي حركته في مسيرته المعاصرة بعد أن انتهبته أيديولوجيات وحركيات كثيرة وفدت عليه من نماذج معرفية مخاصمة للنموذج المعرفي الإسلامي واستصحب تطبيقات خاصمت روح الإسلام ومقاصده.

9- ظهور العناية بالمقاصد الجزئية في سياق تحليل النماذج التطبيقية في توزع الكليات الكبرى على ثلاثة الأقسام الاعتقادية والعبادية والجزئية، مما يجعل الدراسة مخلصة لتحليل المقاصد بنوعيها الكلية بالأساس والجزئية بالتبعية.

10-ظهور العناية بما يدور في فلك المقاصد الكلية من مقاصد عملية للكتاب العزيز مراد من استنباتها في تربة الحياة والوجود بتأثير مباشر منه، مع التركيز على المقاصد التي تعلي من كرامة الإنسان، وتمكينه من إعمار الحياة من مثل: مقصد العدل، والتمكين، والاستخلاف والرحمة، إلخ.

ثالثُا: الكليات الشرعية في القرآن الكريم: موجز خطاب التقويم

إن دراسة هذا العمل المهم من منظور خطاب التقويم الذي يروم تخليصه مما يمكن أن يمثل مناطق تحتاج إلى التحسين تكشف عما يلي:

أولا: ظهور استطرادات كثيرة أدت إلى تضخم الكتاب من جانب، ودوخت القارئ المخلص لقضية المقاصد الشرعية بالأساس، ومن ذلك استطراد المؤلف على مساحة كبيرة للحديث عن مقومات العبادة الذي شمل حديث مطولا عن:

أ-الاتباع.          ب-الإخلاص.                      ج-الاستمرارية.

ثانيا: شيوع الانتقاء غير المسوغ منهجيا، فقد كثر وانتشر بصورة واضحة في صياغة عنوانات الفصول والمباحث والمطالب استعمل القيد اللغوي “بعض” في مثل: بعض مظان الكلية، من غير تسويغ منهجي في المقدمة أو في محل ذكر العنوان لهذا التبعيض، وعلى أي معايير ضابطة كان؟

ثالثا: غياب عدد من “الكشافات”، ولاسيما كشاف القواعد الأصولية الدائرة في العمل، وكشاف المصطلحات الأصولية والمقاصدية المستعملة في التحليل والتنظير، وهو أمر بالغ الأهمية ولاسيما والكتاب صدر قبل ظهور أول معجم للمصطلحات المقاصدية فيما بعد.

رابعا: جاءت أكثر التطبيقات على الكليات فقهية بمعناها الضيق وتراجعت التطبيقات الاجتماعية والسياسية والحضارية، وهى أكثر المناطق احتياجا لتشغيل الكليات والمقاصد الشرعية في الوقت الراهن.

كما أن تأمل هذه المادة كاشف عن حزمة من الملاحظ التي تتعلق بتوزيعها، وتصنيفها، وصياغة عنوانات مفاصلها، من الأبواب والفصول، وهو ما يمكن إجماله فيما يلي:

أولا: ظهور عدم الاطراد في صياغة عنوانات الأبواب، ذلك أنه إن كان الكتاب خالصا لفحص كليات الكتاب العزيز فإن ظهور مصطلح ” المقاصد” بوصفه قيدا في عنوان الباب الثاني يمثل تجاوزا يحتاج إلى تفسير، وإن كان الكتاب غير خالص للكليات فإن غياب قيد” المقاصد” في البابين الآخرين يحتاج إلى الباب الثاني ربما كان مثار إرباك للقارئ المعاصر، فضلا عن تنكير استعمال: ” كليات” في ثلاثة العنوانات، مما قد يوحي أن الكتاب لم يهدف إلى استيعاب القول فيها.

ثانيا: بدا الكتاب حريصا على عنونة الفصول باستثمار آيات قرآنية كريمة، برسمها العثماني. وهذا النهج يأتي فيما يبدو استجابة جيدة لطبيعة الكتاب ” الذي يرمي إلى فحص كليات الكتاب العزيز من جانب، واستجابة جيدة لخدمة السيكولوجية للقارئ المعاصر المشغول بقضية مقاصد الكتاب العزيز، غير أن ثمة ملاحظ على هذه الصياغة العنوانات فصول الكتاب، تتمثل فيما يلي:

أ-غياب النطاق الموضوعي والمنهجي في صياغة العنوانات؛ بمعنى ما الإجراءات المنهجية المستصحبة في معالجة موضوعات الفصول؟ وهل هي إجراءات تحليلية أم استقرائية؟

ب-من جانب ثان فإن المؤلف صاغ عنوان الفصل الثاني من الباب الثاني ووضعه بين علامتي تنصيص هكذا: “أصلح ولا تتبع سبيل المفسدين”، ولم يستعمل له القوسين المزهريين اللذين استعملهما مع كل عنوانات الفصول، وهو ما يوحي بأن العنوان ليس آية كريمة، وربما كان ذلك منه لأنه أسقط (الواو)، إذ هذه الجملة قطعة من الآية(142) من سورة الأعراف، وتمامها: ﴿وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين﴾ والحقيقة أن إسقاط الواو في الاستشهاد جائز ولا يخرج بقطعة الآية عن كونها قرآنا كريما!

ثالثا: حاجة الكتاب إلى استكمال الإطار المنهجي؛ ذلك أن المقدمة تورطت في أمرين يعاندان الأطر المنهجية هما:

أ-افتتاح الكتاب ببعض النتائج التي كان ينبغي أن تكون في ختام العمل من مثل ما جاء في التقديم (ص7):

” فمن هذه النصوص نقطع بأن رسالة الإسلام لكل الأزمنة، والأجيال، ليست رسالة موقوتة بعصر معين، أو زمن مخصوص ينتهي أثرها بانتهائه”.

ومع صدق هذه النتيجة فإنها نتيجة، وتقديمها بين يدي الكتاب يمثل نوع “مصادرة على المطلوب”، وهو مما يخل بعلمية الأعمال ومنهجيتها.

ب-نقض التقديم الذي لم يتضمن عددا من المطالب بالغة الأهمية المنهجية، حيث لم يعالج الباحث في هذا التقديم فروض الدراسة ولا حدودها، وإشكاليتها، ولا راجع الدراسات السابقة.

 المراجع:

الكليات الشرعية في القرآن الكريم، للدكتور الحسن الحريفي، دار ابن القيم، الدمام، السعودية، ودار ابن عفان، القاهرة، ط (1) سنة 1423هـ=2002م.

اترك تعليق