بقلم: أ.د. صلاح الدين سلطان
صيف العابدين تظل معه ثوابت الإيمان من صلاة وأذكار وتدبر وقراءة القرآن، ويظل لباس التقوى معهم في كل مكان، وصيف العابثين غفلة وقسوة وانفلات ونسيان لآيات الرحمن، فتخلو الحقائب من المصاحف وتمتلئ بكل رخيص وغال من ملابس وأحذية و”اكسسوارات” مما يبلى قبل الإنسان.
صيف العابدين سياحة في الأرض لاستراحة القلب على شواطئ النظر في ملك الله فيزداد الإيمان، وصيف العابثين تلويث للقلب بالارتماء على شواطئ الفاسقين، فيزداد السعار والفسوق والعصيان.
صيف العابدين صلة للأرحام ، وإدخال السرور على الأهل والإخوان، وصيف العابثين هروب من الأهل والأرحام والارتماء في أحضان الأصحاب والخلان ذوي أو ذوات القدرات الفائقة في الخيانات والرقص والمجون والسكر والطغيان.
صيف العابدين توسيع للشهادة من أراض تشهد للإنسان يوم القيامة بفعل الخيرات، وصيف العابثين تكثيف لشهادات الضد على المخازي والآفات التي تملأ الساحات، فتشهد عليهم يوم القيامة بهذه المنكرات.
صيف العابدين لا ينزل بأرض إلا وزيارة الفقراء والمساكين والأيتام والمنكوبين، وصيف العابثين بحث عن المسارح والسينما و”شلة الأنس” وعصبة المرح والعبث والمجون.
صيف العابدين جولات في أرض الله بحثا عن الاختراعات العلمية والاكتشافات الفلكية، والابتكارات الفكرية، صيف العابثين بحث عن الأفلام الجنسية، واللقطات الخسيسة، والألعاب الرديئة.
صيف العابدين بحث عن الإنجازات في أرض الله على يد ذوي القدرات والمهارات والصبر والجلد والملمات، وصيف العابثين بحث عن المائعات، ولهث وراء المغنيات، وتذلل بين يدي العاهرات.
صيف العابدين تصاحبه حكمة في الإنفاق وروية في الاستهلاك، وصيف العابثين سفه في الإنفاق، وخور أمام المغريات، وانسياق وراء الإعلانات.
صيف العابدين فيه من ألوان المرح والفرح والهنا والسرور بما أحله الله الكثير، وصيف العابثين مرح وفرح بكل الشرور، وعزوف عن الحلال الطيب الوقور، ونزق في اختيار تافه الحقير ليضحكوا قليلا غافلين عن بكاء يطول يوم النشور.
صيف العابدين استمرار لرحلة السالكين إلى رضا الله والجنة وصيف العابثين اندفاع نحو سخط الله والنار.
“فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون”، و” أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا؟” لا يستوون.