البروفيسور عبد الفتاح العويسي يوجه رسائل للعلماء ومؤسساتهم بشأن التحرير القادم

أ.د. عبد الفتاح محمد العويسي

رسائل مختصرة ومركزة إلى علماء أمتنا الأجلاء ومؤسساتهم العلمائية

فيما يلي رسائل مختصرة ومركزة إلى علماء أمتنا المسلمة ومؤسساتهم العلمائية

1. العلم ليس من أجل العلم
في زماننا الذي نعيشه حاليا يجب التنبيه إلى أن العلم ليس من أجل العلم، بل العلم الذي يوصلك للفهم (المرتبة المنهجية الثالثة) والذي يؤدي للعمل “العلم إمام العمل” والمعرفة ليس أن تعرف بل المعرفة التي توصلك إلى الإدراك (المرتبة المنهجية الخامسة) والتي تؤدي للتغيير، فالمعرفة لا تقود إلى الجدل بل المعرفة تقود التغيير والتحرير والعمران.

2. التخطيط الاستراتيجي أوجب واجبات الوقت
أمتنا المسلمة في زماننا الذي نعيشه وهي تسعى للتحرير بحاجة ماسة إلى العلم النافع والمعرفة النافعة التي توصلنا إلى التفكير الاستراتيجي بدلا من الجدل البيزنطي وتجريب المجرب الذي ثبت فشله، وإضاعة الوقت والجهد والإمكانيات، فيما لا فائدة منه بل في أمس الحاجة إلى العلم النافع والمعرفة النافعة التي تنقلنا من التفكير الاستراتيجي إلى التخطيط الإستراتيجي، فواجب الوقت بل أوجب واجبات الوقت أن يتقدم علماء الامة ومؤسساتهم العلمائية لرسم خارطة طريق معرفية وبناء خطة استراتيجية للتحرير القادم تُبنى على العلم النافع الذي يدفع الإنسان للعمل، والمعرفة النافعة التي تدفع للتغيير؛ فالمعرفة لا تقود إلى الجدل بل المعرفة تقود التغيير والتحرير والعمران.

3. التخطيط الاستراتيحي للتحرير القادم يجب أن يكون الأولوية
التخطيط الاستراتيجي للتحرير القادم، ورسم خارطة طريق معرفية، وبناء خطة استراتيجية للتحرير القادم يجب أن يكون الأولوية الأولى للقوى الحية في أمتنا المسلمة، وفي مقدمتهم العلماء ومؤسساتهم العلمائية، فالمعرفة لا تقود إلى الجدل بل المعرفة تقود التغيير والتحرير والعمران.

4. التخطيط الاستراتيحي للتحرير القادم أوجب واجبات الوقت لنخبة علماء الأمة المسلمة ومؤسساتهم العلمائية
حيث إن التحرير هو جني ثمرة الإعداد الجاد والممنهج الدائم على جميع المسارات ولاسيما الإعداد المعرفي الذي يمر عبر عدة أجيال، ويقوده نخبة من علماء الأمة؛ فإن أوجب واجبات الوقت توجب على هذه النخبة من علماء الأمة المسلمة ومؤسساتهم العلمائية أن يقوموا بداية وكخطوة أولية أساسية إلى رسم معالم خارطة الطريق المعرفية للتحرير القادم، وتحريك المياه الراكدة نحو بناء خطة استراتيجية للتحرير القادم مبنية على الأسس العلمية المنهجية تهدف إلى الإسهام في صناعة تاريخنا المستقبلي، وتوجيه ما سيجري في الأشهر/السنوات القادمة والتأثير في مجرى الأفكار والأحداث ولاسيما في هذه الظروف التي تمر بها الدائرة الأولى والثانية والثالثة، وفي وقت تتعرض فيه قضية الأرض المقدسة والمباركة لصراع حضاري عنيف وأخطر مؤامرة في تاريخها الحديث والمعاصر ولاسيما بعد فشل الموجة الأولى للتغيير في المنطقة والاستعداد للموجة الثانية.

5. أين علماء الأمة ومؤسساتهم العلمائية من التخطيط الاستراتيحي للتحرير القادم؟!
من النصرة بل ربما من أعظم صور وجبهات النصرة للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في زماننا الحالي العمل الاستراتيجي الجاد والممنهج لتحرير مسراه ومعراجه الذي يشهد بشكل دائم ومستمر ويومي إساءاتٍ صهيونيةً متكررة لجناب رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، أليس من الإساءات المغلظة لمقامه الشريف صلى الله عليه وسلم أن يترك مسراه ومعراجه طوال أكثر من نصف قرن أسيراً في يد الصهاينة المحتلين الذين يقتحمونه يومياً، ويدنسوه ويعتدون عليه، بل ويشتمون مقامه العالي صلى الله عليه وسلم، ويسبونه تحت سمع وبصر علماء الأمة المسلمة ومؤسساتهم العلمائية التي تعايشت بكل أسف مع هذا الواقع الأليم، وأقصى ما تقوم به هو إصدار البيانات والدوران في فلك ردود فعل وقتية وموسمية ثم تعود إلى نومها وسباتها الطويل! فهل يُعقل أن علماء أمتنا ومؤسساتهم العلمائية بعد كل هذه العقود لا يوجد لديهم خطة استراتيجة للتحرير القادم؟!

اترك تعليق

  1. يقول جمال بن السايح ابو أنفال:

    السلام عليكم ورحمة الله
    شكرا دكتور عبد الفتاح…كلمات من ذهب..نحن في حاجة إلى علماء يُفتقَدون في الليلة الظلماء،لكن ما يؤرقني أن هناك خصومة دائمة بين الذات ،لأن وجود علم نافع و معرفة قويمة لا تغني شيئا بدون التصالح بين الذات المنقسمة بين سلط خائفة على كراسيها و علماء ينتظرون التحرير بدون استراتيجية علمية و معرفية لأنها في خلاف دائم مع السلط..و في غياب ذلك لا بد من إزالة عائق الخلاف،لنبدأ بتسامح و تصالح و لو جزئي فليس من المعقول ان يبقى الصراع 100سنة و لا يتولد منه إلا صراعات جديدة تخلف الأمة مرة بعد الأخرى بسبب هذه الذات المنقسمة على نفسها و بسبب عدم تطبيق قاعدة نتعاون فيما اتفقنا عليه..تحياتي دكتور