بقلم أ.د. محمد يسري إبراهيم
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على من لانبي بعده، وبعد
فإن من أعجب العجب، وأغرب الذنب:
أن يتشاغل معظم طلبة العلم اليوم بمسائل جزئية وتخصصية، ويتلهون بخلافات تاريخية، في حين أن أعداء دينهم يضربون ثوابته؛ ويفتنون المسلمين بكل سبيل؛ بل انتقلت الفتنة إلى تبديل أصل الدين!
ومما ينبغي أن يعلم اليوم أن حراسة أركان الدين، ومحكمات الإسلام فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وكل مسلم بحسب حاله، وما يجب على خصوص العلماء والدعاة لا يجب على العامة!
فعلى كل طالب علمٍ واجبٌ في تعليم العامة، وتثقيف الكافة، وحراسة أصول الدين.
ولو أن كل داعيةٍ وطالب علم اعتنى بدرس يومي لربع ساعةٍ في مسجدٍ أو مدرسةٍ أو مركزٍ أو بيتٍ أو على الشبكة العنكبوتية، يتناول فيه شرح الأصول في الإيمان، والأحكام في العبادات والمعاملات، والأسرة والأخلاق، ويعمل على تثبيت القلوب بسوق الإجماعات العلمية والعملية؛ لكان النفع عظيما، والخير عميما.
ولو أن من عجز عن الإلقاء والشرح للعامة أو الخاصة كتب كتابًا أو دوّن كلامًا عن التمسك بأصول الدين وقواعد الإسلام، وثبّت القلوب بالقرآن، وسنة وسيرة النبي العدنان، وأكد بقلمه على محكمات العقيدة والشريعة التي اتفقت الأمة عليها جميعا، ونشر ذلك ورقيا وإلكترونيًا؛ لكان في عمله هذا قضاء بعض الواجب.
ولو أن العلماء والدعاة من كل اتجاه في كل مدينة أسسوا جمعية ومركزا للمحافظة على أصول الإسلام، وثوابت العقيدة، ومحكمات الشريعة، وقواعد الدين، لتعليمها ونشرها للكافة، ولرد الشبهات ودحض الافتراءات – لكان ذلك سلاحا ماضيا ضد حملات الإلحاد والباطنية، والإبراهيمية، والإباحية، وسائر الفتن،
ومؤازرة الأمة بكل فئاتها وفرقها وجماعاتها لهذه القضية وتأسيس تلك المراكز من واجبات الوقت، والتخلي عنها مما يستدعي العقوبة والمقت!
والله وحده المسئول أن يعين ويوفق، ويتقبل الجهود ويسدد، وهو وحده المستعان وعليه التكلان، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
رائع