الإنسان السُّنَني بين التفكير الحداثي وقِيَم الاستخلاف والعمران (3-3) – دراسة

بقلم الدكتور عمّار قاسمي(*)

  1. 3. منهجية التفكير السُّنَني وإعادة توجيه التفكير الحداثي بقِيَم الاستخلاف والعمران

يستفاد من الـمُقترَحات السُّنَنية في تجنُّب نقائص التجربة الحداثية؛ فالمنظور السُّنَني الشامل يُقدِّر أنَّ مصدر النواقص في هذه التجربة يرجع إلى الاختلال الذي أصاب النظام المعرفي الغربي؛ بسبب القصور والاضطراب في المفاهيم المركزية، مثل: مفهوم “العقل” الذي أفضى إلى تأليه العقل ثمَّ تأليه الإنسان، ومفهوم “الطبيعة” الذي أفضى إلى تأليه الطبيعة (الجواهر الخالقة)، ومفهوم “اللغة” الذي لا بُدَّ أنْ يُسايِر مفهوم “العقل” ومفهوم “الطبيعة”، ومفهوم “الإنسان” الذي يُفرِّق بين نوعين من الإنسان: الإنسان الأعلى، والإنسان الأدنى.

وعليه، فالـمُقترَحات السُّنَنية جاءت لتُعوِّض هذه النقائص، وتعيد بناء المفاهيم المركزية؛ فالعالمية هي مرحلة الإنسانية التي تلاحمت فيها جميع مراحل تكوين الإنسان، لتنتهي إلى الدائرة الأصل، وهي الإنسان والإنسانية، وهي المرحلة التي وصل فيها الإنسان إلى النضج العلمي السُّنَني الذي أزال حواجز الزمان والمكان.

إنَّ عالَم العالمية هو عالَم سُنَني، لا موضع فيه للعنصرية، والمنهجية العلمية السُّنَنية هي السبيل إلى العالمية، ولا موضع فيها للخُرافة والشعوذة والتحريف، وكل الديانات قبل الإسلام كانت رسالات إلى أقوام بعينهم؛ فهي ديانات قَبَلية. أمّا الإسلام فقد جاء رسالة إلى الإنسان؛ لذا كان خطابه خطاباً عالمياً ومُوجَّهاً إلى كل الإنسانية، وكانت وسيلته لتحقيق هذه العالمية هي العلمية السُّنَنية، وكانت حُجَّته ورسالته هي كتاب )اقرأ(، وكانت غايته هي العدل والسلام؛ لأنَّه من دون العدل لا توجد عالمية، ولا يوجد سلام.

فقراءة )بسم الله( هي قراءة الوحي والقرآن الكريم للتزوُّد بالمفاهيم والأولويات، وهي قراءة لتكوين الرؤية التوحيدية الـمُفارِقة للزمان والمكان؛ إنَّها قراءة لشحن العقل حتى يكون ميزاناً صحيحاً يُمكِنه اكتشاف التوازن والتطابق العجيب بين الوحي والسُّنَن الفطرية والكونية (أبو سليمان، 2014، ص161). وفي خِضَمِّ هذه السُّنَنية الشاملة، فقد يستشكل على بعض الدارسين أمر إدارة هذه العالمية الإسلامية الشاملة. والإجابة بدهيّة وبسيطة؛ إنَّها تُسيِّر ذاتها بذاتها؛ لأنَّ القرآن الكريم يعلو على الزمان والمكان، ولأنَّ الإنسانية تحكمها وحدة. “ما دامت الوحدانية صفة الله تعالى، وهو سبحانه الخالق، فلا بُدَّ أنْ تحكم صفة التوحيد الإلهي علاقة الله بكل البشر؛ لأنَّهم جميعاً خَلْقه. ومن الطرف الآخر، لا بُدَّ للبشر أنْ يرتبطوا جميعاً كمخلوقين بخالقهم، ولا فرق إلّا بالتقوى والعمل الصالح” (أبو سليمان، 1986، ص103).

فالله سبحانه وتعالى خلق الخَلْق، وأودع فيه السُّنَن، وأوكل أمره إلى الإنسان؛ لإدارته ورعايته وتسخيره (الخلافة)؛ للسعي في أمره (الخَلْق) بالإصلاح والإعمار، ومكَّن لهذا الإنسان؛ كي يقوم بمسؤوليته، ويُعبِّر عن إرادته بوساطة الفعل السببي؛ فالسعي يكون بالأسباب ليُسخِّر بها السُّنَن (أبو سليمان، 1992، ص151)، والاستخلاف يكون بالسُّنَن، والتسخير والعمارة يكونان بالسبب، والسعي السببي يكون في إطار التوجيه السُّنَني، والكليات السُّنَنية هي التي تُوجِّه السعي السببي.

“إنَّ العقل الـمُسلِم لكي يستردَّ عافيته عليه أنْ يستعيد رؤيته الإسلامية الكاملة المبنية على التوحيد والوحدانية، والتي يتوجَّب فيها الغائية، وتتوجَّب فيها السببية، ويتوحَّد فيها الغيب والشهادة، ويتكاملان، ويتوحَّد فيها الوحي والفطرة (العقل والكون)، ويتكاملان. وبذلك ترشد مسيرة هذا الإنسان وهذا العقل، ويَجِدُّ في سعيه، ويتحقَّق له وعد الله بالقدرة والنصر” (أبو سليمان، 1992، ص116).

إنَّ “دور الوحي الربّاني هو إمداد العقل الـمُسلِم بحاجته من عِلْم عالَم الغيب، وتوضيح غايته الخيِّرة من خَلْق الإنسان في عالَم الشهادة، ودوره في خلافة الأرض، ودور العقل الـمُسلِم هو السعي في عالَم الشهادة، وإقامة الخلافة في الأرض على نور من توجيه الوحي والرسالة الربّانية” (أبو سليمان، 1992، ص120). فالوحي يُوضِّح كيفية الخلافة، والعقل بتوجيه الوحي يُدبِّر كيفية العمارة لتحقيق الخلافة. و”الوحي كمصدر للمعرفة والتوجيه الإسلامي يُقصَد به كلمة الله، وإرادة الحقِّ التي أوحى بها إلى نبيِّه ورسوله محمد، ليبلغها إلى الناس كافةً، رسالة خاتمة كاملة شاملة؛ هدايةً للناس، وإرشاداً إلى معنى وجودهم وغاية هذا الوجود، وتبياناً للمقاصد والمبادئ والقِيَم والأحكام التي ينبغي لهم أنْ يلتزموها؛ لتحقيق غاية وجودهم، وبلوغ مقاصد أعمالهم وعلاقاتهم” (أبو سليمان، 1992، ص116).

“وجوهر ما يُقدِّمه الوحي للناس هو توضيح طبيعة علاقة الإنسان بالله، وغاية وجود الإنسان في الكون، ودليل حركة الإنسان في الحياة، ومصير الإنسان فيما وراء هذه الحياة” (أبو سليمان، 1992، ص116). ومن ثَمَّ، فإنَّ الوحي ينقلنا إلى البحث عن مفاهيم مركزية تُحدِّد علاقة الإنسان بالله تعالى، ومفاهيم مركزية تُحدِّد غاية وجود الإنسان في الكون، ومفاهيم مركزية تُحدِّد دليل حركة الإنسان في الحياة، ومفاهيم مركزية تُبيِّن مصير الإنسان فيما وراء هذه الحياة.

خاتمة

انتهى البحث إلى جُمْلة من النتائج، أهمُّها:

1. للإنسان أصلان مُتكامِلان، هما: الأصل الروحي (النور) الذي يتمثَّل في الخصائص التي أودعها الله فيه، وجعلته يختلف عن بقية الموجودات. وهي تُمثِّل قناة اتصال بالملأ الأعلى؛ لذا كانت من مُتعلَّقات الأمر الإلهي الـمُطلَق الـمُتجاوِز في خصائصه لمنطق عقل الإنسان. والأصل الطيني الذي يتكوَّن من الغرائز التي هي مطبوعة على الخير والشَّرِّ. والقرآن مُعلِّم أخلاقي عظيم؛ إذ تضمَّنت آياته ذكر أصول الخير وما يُزكّيها، وذكر أصول الشَّرِّ وما يُدسّيها.

2. انضباط الجوارح بالعبادات والعمل الصالح يُحقِّق التزكية للنفس، فتُنتِج نوراً ينعكس على الصدر، فينشرح بنور الإسلام؛ ما يؤدّي إلى انفتاح القلب، فيندفع إلى التدبُّر في آيات الله تعالى، فيحصل له نور الإيمان الذي يُزوِّد العقل (الميزان) بكليات الوحي، التي تساعده على الموازنة بين الوحي المسطور والسُّنَن النفسية والكونية، فيَنتج منها نور المعرفة الذي ينصهر في الفؤاد، ويتفاعل معه، ويتكاثر فيه. وكلَّما زاد الإنسان في العمل الصالح، وانضبط أكثر بالشريعة، وطبَّق الفرائض على أتمِّ وجه، وتدرَّج في تطبيق النوافل على أحسن وجه؛ انبثق نور التوحيد من اللُّبِّ، وهو ما يتيح للمعرفة أنْ تصل إلى أَوْجها، ويصل السالك إلى التوحيد الخالص، فيصبح إنساناً سُنَنياً ربّانياً.

3. للإنسان علاقات وأبعاد؛ علاقة بالله تعالى تمنحه البُعْد السُّنَني العِبادي، وعلاقة بنفسه تضفي عليه البُعْد السُّنَني الفطري النفسي، وعلاقة بالكون الفسيح تدفعه نحو البُعْد السُّنَني الكوني، وعلاقة حياتية (اجتماعية، اقتصادية، سياسية …) تعطيه البُعْد السُّنَني الحياتي. أمّا تحديد هذه الغايات والمقاصد السُّنَنية وتحقيقها فمُرتبِط بالهِمَم البشرية التي تُمثِّل الاستعدادات الطبيعية التي تستخدمها النفس في تحقيق ذاتها من قوى النِّعَم (السمع، والبصر، والفؤاد).

4. إخفاق محاولات النهضة الإسلامية في تحقيق أهدافها؛ إذ ظلَّت تُراوِح مكانها منذ أكثر من قرنين من الزمان؛ لأنَّ الإنسان الـمُسلِم لم يصل إلى التوحيد الخالص، ولم يتحقَّق به، وظلَّ يعاني الازدواجية في الشخصية، التي لا يُمكِن التخلُّص منها إلّا بالوصول إلى مرتبة الإنسان السُّنَني الكامل.

5. المنهج العُشري الذي سلكه الرسول في تربية أصحابه هو السبيل إلى تحقيق المنهجية العلمية السُّنَنية التي تدفع الإنسان إلى اكتشاف الناظم العام الذي يحكم السُّنَن السببية الجزئية؛ ليصعد بها من التنوُّع والتعدُّد غير المتناهي إلى الوحدة التوحيدية عبر السُّنَن الغائية.

ولهذا، فإنَّنا نوصي بعمل ما يأتي:

1. تخصيص دراسات مستقلة تبحث في السُّنَن التي تحكم الأصول الروحية والطينية التي تُحدِّد الهُوِيَّة السُّنَنية العلمية للإنسان؛ لأنَّه كائن يتحقَّق جوهره الأخلاقي بفعل )اقرأ(. وكذلك تخصيص دراسات مستقلة تبحث في السُّنَن التي تحكم عناصر الإنسان ونِعَمه، مثل: السُّنَن التي تحكم عمل الجوارح، والسُّنَن التي تحكم تزكية النفس وتدسيتها، والسُّنَن التي تحكم انشراح الصدر وضيقه، والسُّنَن التي تحكم انفتاح القلب وانغلاقه، والسُّنَن التي تحكم ميزان العقل، والسُّنَن التي تحكم عمل الفؤاد واللُّبِّ.

2. إعداد بحوث ودراسات عن السُّنَن التي تحكم علاقات الإنسان وأبعاده، مثل: السُّنَن التي تحكم العباد، والسُّنَن التي تحكم الآفاق والأنفس.

3. البحث في كيفية تحقيق الوعي السُّنَني، وذلك بمحاولة الارتقاء بأداء عمل القلب والعقل والجوارح، لتصل إلى مستوى الأداء السُّنَني والأخلاقي، الذي يرتقي بها إلى مرتبة الإنسان السُّنَني، الذي يتخلَّص بصورة نهائية من تلك الازدواجية التي لازمته منذ نهاية الخلافة الراشدة.

4. التدقيق وإعادة النظر في الأُسس التي قامت عليها الحداثة الغربية، علماً بأنَّها قامت على مبدأ واحد بسيط، اتَّخذ صوراً مختلفةً لفكرة واحدة، عبَّر عنها كل فيلسوف بطريقته الخاصة، لكنَّه كرَّر الشيء نفسه منذ عهد ديمقريطس وعهد هرقليطس إلى يومنا، وذلك لاكتشاف السُّنَن الحقيقية التي تحكم هذه الحداثة، والتنبُّؤ بمآلاتها، ومحاولة احتضان إيجابياتها لتوجيهها بما ينفع الإنسانية.

5. تحصيل السُّنَن السببية الجزئية التي توصَّلت إليها الحداثة الغربية في جميع الميادين، ثمَّ ربطها بالسُّنَن الكلية الغائية ليعاد توجيه الحضارة الإنسانية توجيهاً يتحقَّق فيه التوازن بين الروح والمادَّة، وبين الغيب والشهادة.

 

المراجع

آن، ساترباك، وآخرون (2011). أُسس الهندسة الحيوية، ترجمة: حاتم النجدي، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية.

أومنيس، رولان (2008). فلسفة الكوانتم: فهم العلم المعاصر وتأويله، ترجمة: أحمد فؤاد باشا، ويمنى طريف الخولي، الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

ابن باديس، عبد الحميد (1985). آثار الإمام عبد الحميد بن باديس، الجزائر: مطبوعات وزارة الشؤون الدينية.

برنال، جون ديزموند (1982). العِلْم في التاريخ، ترجمة: شكري إبراهيم سعد، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

البيهقي، أحمد بن الحسين (1987). كتاب الزهد الكبير، تحقيق: عامر أحمد حيدر، بيروت: دار الجنان للطباعة والنشر والتوزيع.

الترمذي، محمد بن علي (د.ت). بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللُّبِّ، تحقيق: أحمد عبد الرحيم السايح، القاهرة: مركز الكتاب للنشر.

الترمذي، محمد بن علي (2007). كيفية السلوك إلى ربِّ العالمين، تحقيق: عاصم إبراهيم الكيالي، بيروت: دار الكتب العلمية.

تورين، آلان (1997). نقد الحداثة، ترجمة: أنور مغيث، القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة.

الجاويش، محمد إسماعيل (2005). من عجائب الخَلْق في جسم الإنسان، القاهرة: الدار الذهبية للطبع والنشر والتوزيع.

الجرجاني، علي بن محمد (2003). التعريفات، ط2، بيروت: دار الكتب العلمية.

ابن خلدون، عبد الرحمن (2000). الـمُقدِّمة، بيروت: دار الكتب العلمية.

ابن خلدون، عبد الرحمن (2001). الـمُقدِّمة، بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.

الخولي، يمنى طريف (2019). العِلْم والاغتراب والحرية: مقال في فلسفة العلم من الحتمية إلى اللاحتمية، ط4، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب.

راسل، برترند (1983). حكمة الغرب، ترجمة: فؤاد زكريا، الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

زهير، الكرامي، وآخرون (د.ت). الأطلس العلمي: فسيولوجيا الإنسان، بيروت: دار الكتاب اللبناني.

زيادة، رضوان جودت (2003). صدى الحداثة: ما بعد الحداثة في زمنها القادم، بيروت: المركز الثقافي العربي.

الزيدية، محمد محمد (2009). فيزياء أعضاء الجسم البشري، القاهرة: الدار العربية للنشر والتوزيع.

أبو سليمان، عبد الحميد (1992). أزمة العقل المُسلِم، ط2، الرياض: الدار العلمية للكتاب.

أبو سليمان، عبد الحميد (2003). الإنسان بين شريعتين: رؤية قرآنية في معرفة الذات ومعرفة الآخر، القاهرة: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة.

أبو سليمان، عبد الحميد (2011). الإصلاح الإسلامي المعاصر: قراءات منهجية اجتماعية، ط3، القاهرة: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة.

أبو سليمان، عبد الحميد (2012). إشكالية الاستبداد والفساد في التاريخ الإسلامي، ط2، هيرندن: المعهد العالمي للفكر الإسلامي.

أبو سليمان، عبد الحميد (2014). الرؤية الكونية الحضارية القرآنية: المنطلق الأساس للإصلاح الإنساني، القاهرة-عمّان: دار السلام، المعهد العالمي للفكر الإسلامي.

أبو سليمان، عبد الحميد (2016). انهيار الحضارة الإسلامية وإعادة بنائها: الجذور الثقافية والتربوية، عمّان: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، مركز معرفة الإنسان للدراسات والأبحاث والنشر والتوزيع.

أبو سليمان، عبد الحميد، وآخرون (1986). إسلامية المعرفة: المبادئ العامة، خُطَّة العمل، الإنجازات، هيرندن: المعهد العالمي للفكر الإسلامي.

الصوفي، ماهر أحمد (1428ﻫـ). الموسوعة الكونية الكبرى: آيات الله في خلق الإنسان وبعثه وحسابه، بيروت: المكتبة العصرية.

طاليس، أرسطو (1998). الفيزياء: السماع الطبيعي، ترجمة: عبد القادر قينين، الدار البيضاء: إفريقيا الشرق.

طاليس، أرسطو (د.ت). الكون والفساد، ترجمة: أحمد لطفي السيد، القاهرة: الدار القومية للطباعة والنشر.

ابن عاشور، محمد الطاهر (1984). تفسير التحرير والتنوير، تونس: الدار التونسية للنشر.

عبد الرحمن، طه (2006). روح الحداثة: المدخل إلى تأسيس الحداثة الإسلامية، بيروت: المركز الثقافي العربي.

عبد الرحمن، طه (2013). الحوار أُفقاً للفكر، بيروت: الشبكة العربية للأبحاث والنشر.

عبد الله، محمد محمود (1424ﻫـ). الهندسة الوراثية في القرآن الكريم وأسرار الروح وخلق الإنسان، مصر: مكتبة الإيمان بالمنصورة.

العربي، لطفي (1984). مدخل إلى الإبستيمولوجيا، طرابلس: الدار العربية للكتاب.

العسكري، أبو هلال (1998). الفروق اللغوية، تحقيق: محمد إبراهيم سليم، القاهرة: دار العِلْم والثقافة للنشر والتوزيع.

ابن فارس، أحمد (1979). معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.

الفيروزآبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب (2005). القاموس المحيط، ط8، بيروت: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع.

ابن قيّم الجوزية، محمد بن أبي بكر (د.ت). التبيان في إيمان القرآن، تحقيق: عبد الرحمن بن سالم البطاطي، جدة: دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع.

ابن قيِّم الجوزية، محمد بن أبي بكر (د.ت). مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة، تحقيق: عبد الرحمن بن حسين بن قائد، جدة: دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع.

كانط، إيمانويل (د.ت). نقد العقل المحض، ترجمة: موسى وهبة، بيروت: مركز الإنماء القومي.

الكفوي، أيوب بن موسى (1998). الكليات: معجم في المصطلحات والفروق اللغوية، بيروت: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع.

ليبنيتز، جوتفريد فيلهم (1978). المونادولوجيا والمبادئ العقلية للطبيعة والفضل الإلهي، ترجمة: عبد الغفار مكاوي، القاهرة: دار الثقافة للطباعة والنشر.

ماركس، كارل (1974). مخطوطات كارل ماركس، ترجمة: محمد مستجير مصطفى، القاهرة: دار الطباعة الحديثة.

مالك، شارل (1977). المُقدِّمة: سيرة ذاتية فلسفية، بيروت: دار النهار للنشر.

المسيري، عبد الوهّاب (2006). دراسات معرفية في الحداثة الغربية، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية.

مصطفى، مسلم، وآخرون (2010). التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم، الإمارات العربية المتحدة: جامعة الشارقة.

مفتاح، الجيلاني بن التهامي (2011). فلسفة الإنسان عند ابن خلدون، بيروت: دار الكتب العلمية.

ابن منظور، محمد (د.ت). لسان العرب، تحقيق: عبد الله الكبير وآخرون، القاهرة: دار المعارف.

موران، إدغار (2004). الفكر والمستقبل: مدخل إلى الفكر المُركَّب، الدار البيضاء: دار توبقال للنشر.

نجيب، بلدي (1968). ديكارت، القاهرة: دار المعارف.

نيتشه، فريدريك (1983). الفلسفة في العصر المأساوي الإغريقي، ترجمة: سهيل القش، ط2، بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع.

 

References

ʿAbd Allāh, M. (1424 AH/ 2003 CE). Al-Handasah al-Wirāthiyyah fī al-Qur’ān al-Karīm wa Asrār al-Rūḥ wa Khalq al-Insān. Egypt: Maktabat al-Īmān bi al-Manṣūrah.

ʿAbd al-Raḥmān, Ṭ. (2006). Rūḥ al-Ḥadāthah: Al-Madkhal ilā Ta’sīs al-Ḥadāthah al-Islāmiyyah. Beirut: Al-Markiz al-Thaqāfī al-ʿArabī.

ʿAbd al-Raḥmān, Ṭ. (2013). Al-Ḥiwār Ufuqan li al-Fikr. Beirut: Al-Shabakah al-ʿArabiyyah li al-Abḥāth wa al-Nashr.

Abū Sulaymān, ʿA. (1986). Islāmiyyat al-Ma‘rifah: Al-Mabādiʿ al-ʿᾹmmah, Khuṭṭat al-ʿAmal, al-Injāzāt. Herndon: Al-Maʿhad al-ʿᾹlamī li al-Fikr al-Islāmī.

Abū Sulaymān, ʿA. (1992). Azmat al-ʿAql al-Muslim (2nd ed.). Riyadh: Al-Dār al-ʿIlmiyyah li al-Kitāb.

Abū Sulaymān, ʿA. (2003). Al-Insān bayn Sharīʿatayn: Ru’yah Qur’āniyyah fī Maʿrifat al-Thāt wa Maʿrifat al-Ᾱkhar. Cairo: Dār al-Salām li al-Ṭibāʿah wa al-Nashr wa al-Tawzīʿ wa al-Tarjamah.

Abū Sulaymān, ʿA. (2011). Al-Iṣlāḥ al-Islāmī al-Muʿāṣir: Qirā’āt Manhajiyyah Ijtimāʿiyyah (3rd ed). Cairo: Dār al-Salām li al-Ṭibāʿah wa al-Nashr wa al-Tawzīʿ wa al-Tarjamah.

Abū Sulaymān, ʿA. (2012). Ishkāliyyat al-Istibdād wa al-Fasād fī al-Tārīkh al-Islāmī (2nd ed.). Herndon: Al-Maʿhad al-ʿᾹlamī li al-Fikr al-Islāmī.

Abū Sulaymān, ʿA. (2014). Al-Ru’yyah al-Kawniyyah al-Ḥaḍāriyyah al-Qur’āniyyah: Al-Munṭalaq al-Asās li al-Iṣlāḥ al-Insānī. Cairo-Amman: Dār al-Salām, Al-Maʿhad al-ʿᾹlamī li al-Fikr al-Islāmī.

Abū Sulaymān, ʿA. (2016). Inhiyār al-Ḥaḍārah al-Islāmiyyah wa Iʿādat Binā’ihā: Al-Juthūr al-Thaqāfiyyah wa al-Tarbawiyyah. Amman: Al-Maʿhad al-ʿᾹlamī li al-Fikr al-Islāmī, Markiz Maʿrifat al-Insān li al-Dirāsāt wa al-Abḥāth wa al-Nashr wa al-Tawzīʿ.

Al-ʿArabī, L. (1984). Madkhal ilā al-Ibstīmūlūjyā. Triploi: Al-Dār al-ʿArabiyyah li al-Kitāb.

Al-ʿAskarī, A. (1998). Al-Furūq al-Lughawiyyah (M. Salīm, Ed.). Cairo: Dār al-ʿIlm wa al-Thaqāfah li al-Nashr wa al-TawzĪʿ.

Al-Bayhaqī, A. (1987). Kitāb al-Zuhd al-Kabīr (ʿA. Ḥaydar, Ed.). Beirut: Dār al-Jinān li al-Ṭibāʿah wa al-Nashr wa al-Tawzīʿ.

Al-Fayrūz ᾹbādĪ, M. (2005). Al-Qāmūs al-Muḥīṭ (8th ed.). Beirut: Mu’assasat al-Risālah li al-Ṭibāʿah wa al-Nashr wa al-Tawzīʿ.

Al-Jāwīsh, M. (2005). Min ʿAjā’ib al-Khalq fī Jism al-Insān. Cairo: Al-Dār al-Thahabiyyah li al-Ṭabʿ wa al-Nashr wa al-Tawzīʿ.

Al-Jirjānī, ʿA. (2003). Al-Taʿrīfāt (2nd ed.). Beirut: Dār al-Kutub al-ʿIlmiyyah.

Al-Kafawī, A. (1998). Al-Kulliyyāt: Muʿjam fī al-Muṣṭalaḥāt wa al-Furūq al-Lughawiyyah. Beirut: Mu’assasat al-Risālah li al-Ṭibāʿah wa al-Nashr wa al-Tawzīʿ.

Al-Karāmī, Z., et al. (n. d.). Al-Aṭlas al-ʿIlmī: Fisyūlūjyā al-Insān. Beirut: Dār al-Kitāb al-Libnānī.

Al-Khūlī, Y. (2019). Al-ʿIlm wa al-Ightirāb wa al-Ḥurriyyah: Maqāl fī Falsafat al-ʿIlm min al-Ḥatmiyyah ilā al-Lāḥatmiyyah (4th ed.). Cairo: Al-Hay’ah al-Miṣriyyah al-ʿᾹmmah.

Al- Messīrī, ʿA. (2006). Dirāsāt Maʿrifiyyah fī al-Ḥadāthah al-Gharbiyyah. Cairo: Maktabat al-Shurūq al-Dawliyyah.

Al-Ṣūfī, M. (1428 AH/ 2007 CE). Al-Mawsūʿah al-Kawniyyah al-Kubrá: Ᾱyāt Allāh fī Khalq al-Insān wa Baʿthih wa Ḥisābih. Beirut: Al-Maktabah al-ʿAṣriyyah.

Al-Tarmathī, M. (2007). Kayfiyyat al-Sulūk ilā Rab al-ʿᾹlamīn (ʿI. Al-Kayyālī, Ed.). Beirut: Dār al-Kutub al-ʿIlmiyyah.

Al-Tarmathī, M. (n. d.). Bayān al-Farq bayn al-Ṣadr wa al-Qalb wa al-Fu’ād wa al-Lub (A. Al-Sāyiḥ, Ed.). Cairo: Markiz al-Kitāb li al-Nashr.

Al-Zaydiyyah, M. (2009). Fīzyā’ Aʿḍā’ al-Jism al-Basharī. Cairo: Al-Dār al-ʿArabiyyah li al-Nashr wa al-Tawzīʿ.

Ᾱn, S. et al. (2011). Usus al-Handasah al-Ḥayawiyyah (Ḥ. Al-Najdī, Translator). Beirut: Markiz Dirāsāt al-Wiḥdah al-ʿArabiyyah.

Birnāl, J. (1982). Al-ʿIlm fī al-Tārīkh (Sa‘d, Sh. Trans.), Beirut: Al-Mu’assasah al-‘Arabiyyah li al-Dirāsāt wa al-Nashr.

Ibn ‘Ᾱshūr, M. (1984). Tafsīr al-Taḥrīr wa al-Tanwīr. Tunisia: Al-Dār al-Tūnisiyyah li al-Nashr.

Ibn Bādīs, ʿA. (1985). Ᾱthār al-Imām ʿAbd al-Ḥamīd bin Bādīs. Algeria: Maṭbūʿāt Wizārat al-Shu’ūn al-Dīniyyah.

Ibn Fāris, A. (1979). Muʿjam Maqāyīs al-Lughah (ʿA. Hārūn, Ed.). Beirut: Dār al-Fikr li al-Ṭibāʿah wa al-Nashr wa al-Tawzīʿ.

Ibn Khaldūn, ʿA. (2000). Al-Muqaddimah. Beirut: Dār al-Kutub al-ʿIlmiyyah.

Ibn Khaldūn, ʿA. (2001). Al-Muqaddimah. Beirut: Dār al-Fikr li al-Ṭibāʿah wa al-Nashr wa al-Tawzīʿ.

Ibn Manẓūr, M. (n. d.). Lisān al-ʿArab (ʿA. Al-Kabīr, et al. Ed.). Cairo: Dār al-Maʿārif.

Ibn Qayyim Al-Jawziyyah, M. (n. d.). Al-Tibyān fī Īmān al-Qur’ān (ʿA. Al-Baṭṭāṭī, Ed.). Jeddah: Dār ʿᾹlam al-Fawā’id li al-Nashr wa al-Tawzīʿ.

Ibn Qayyim Al-Jawziyyah, M. (n. d.). Miftāḥ Dār al-Saʿādah wa Manshūr Wilāyat al-ʿIlm wa al-Irādah (ʿA. Bin Qā’id, Ed.). Jeddah: Dār ʿᾹlam al-Fawā’id li al-Nashr wa al-Tawzīʿ.

Kānṭ, Ī. (n. d.). Naqd al-ʿAql al-Maḥḍ (M. Wahbeh, Translator). Beirut: Markiz al-Inmā’ al-Qawmī.

Leibitz, J. (1978). Al-Monadolojyā wa al-Mabādi’ al-ʿAqliyyah wa al-Faḍl al-Ilāhī (ʿA. Makkāwī, Translator). Cairo: Dār al-Thaqāfah li al-Ṭibāʿah wa al-Nashr.

Mālik, Sh. (1977). Al-Muqaddimah: Sīrah Thātiyyah Falsafiyyah. Beirut: Dār al-Nahār li al-Nashr.

Marx, K. (1974). Makhṭūṭāt Karl Marx (M. Muṣṭafá, Translator). Cairo: Dār al-Ṭibāʿah al-Ḥadīthah.

Miftāḥ, A. (2011). Falsafat al-Insān ʿind Ibn Khaldūn. Beirut: Dār al-Kutub al-ʿIlmiyyah.

Mūrān, I. (2004). Al-Fikr wa al-Mustaqbal: Madkhal ilā al-Fikr al-Murakkab. Casablanca: Dār Tūbqāl li al-Nashr.

Muṣṭafá, Muslim, et al. (2010). Al-Tafsīr al-Mawḍūʿī li Suwar al-Qur’ān al-Karīm. United Arab Emirates: Jāmiʿat al-Shāriqah.

Najīb, B. (1968). Dīkārt. Cairo: Dār al-Maʿārif.

Newton, I. (n.d.). The Mathematical Principles of Natural Philosophy. London: Printed for Benjamin Motte.

Nietzsche, F. (1983). Al-Falsafah fī al-ʿAṣr al-Ma’sāwī al-Ighrīqī (S. Al-Qash, Translator). Beirut: Al-Mu’assasah al-Jāmiʿiyyah li al-Dirāsāt wa al-Nashr wa al-Tawzīʿ.

Rāsil, B. (1983). Ḥikmat al-Gharb (F. Zakariyā, Translator). Kuwait: Al-Majlis al-Waṭanī li al-Thaqāfah wa al-Funūn wa al-Ᾱdāb.

Ṭālīs, A. (1998). Al-Fīzyā’: Al-Samāʿ al-Ṭabīʿī (ʿA. Qīnīn, Translator). Casablanca: Ifrīqyā al-Sharq.

Ṭālīs, A. (n. d.). Al-Kawn wa al-Fasād (A. Al-Sayyid, Translator). Cairo: Al-Dār al-Qawmiyyah li al-Ṭibāʿah wa al-Nashr.

Tūrīn, A. (1997). Naqd al-Ḥadāthah (A. Mughīth, Translator). Cairo: Al-Majlis al-Aʿlá li al-Thaqāfah.

Umnīs, R. (2008). Falsafat al-Kwāntum: Fahm al-ʿIlm al-Muʿāṣir wa Ta’wīluh (A. Bāshā & Y. Al-Khūlī, Translators). Kuwait: Al-Majlis al-Waṭanī li al-Thaqāfah wa al-Funūn wa al-Ᾱdāb.

Ziyādah, R. (2003). Ṣadā al-Ḥadāthah: Mā baʿd al-Ḥadāthah fī Zamanihā al-Qādim. Beirut: Al-Markiz al-Thaqāfī al-ʿArabī.

 

Sunanī Man between Modernist Thought and the Values of Vicegerency (Istikhlāf) and Civilizational Advancement (ʿUmrān)

Ammar Qasimi*

Abstract

Man’s preoccupation, since early times, with the question of the origin and development of the universe as a systematic construct has generated three central trends. The first is agnosticism, which propagated superstition and magic, relying on coincidence in its interpretation of all cosmic phenomena. The second is pantheism, which postulates that the universe is autogenous. It consists of one notion that has taken a multiplicity of shapes expressed by philosophers, each in his own way while repeating the same thing from Democritus’ and Heraclitus’ time to the present. The third believes that the universe is created by an independent power, separate from it. This last trend further branches into two divisions: the religious trend that believes in God the Creator, and the Greek philosophical trend that proposes a creative maker. Due to the fact that modern civilization has risen as a reaction to the Church, it is essentially materialistic, leading Western people mostly to moral and spiritual emptiness, leaving them with no purpose in life other than the quest for pleasure; for man himself has become the source of legislation. Thus, he has lost the ability to distinguish what is intrinsically natural from what is aberrative, or the ethical from the animalistic, while living in a world oscillating between agnosticism and pantheism. Hence, this study aims to explore the concept of “man the vicegerent”: its origins and the dimensions that formulate its substance and quiddity when ascribed to humanity. It also seeks to uncover the characteristics of Sunanī (Divine-Law) man, through observing “man the vicegerent” and his relationship with the universal, psychological, and intrinsic Divine Laws (Sunan). Then, it considers, from a Sunanī perspective, the epistemological roots of modernist thought, re-orienting it towards the values of vicegerency and civilizational advancement.

Keywords: Sunanī (Divine-Law) man, vicegerency (istikhlāf), Civilizational advancement (ʿumrān), subjugation (taskhīr), modernist thought


(*)  دكتوراه في العقيدة، جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، قسنطينة، الجزائر، 2016م، أستاذ محاضر (أ) بقسم العقيدة بكلية أصول الدين في جامعة الأمير عبد القادر.

Ammar Qasimi is a professor at the Department of Theology, Faculty of the Fundamentals of Religion, Emir Abdelkader University. He holds a Ph.D. in Theology from Emir Abdelkader University of Islamic Sciences, Constantine, Algeria, 2016. Email: [email protected].

اترك تعليق